قصة

صياد يمني يعمل على إنقاذ التراث

يعيش الشاب اليمني سامي محمد في مدينة عدن الساحلية. بسبب الأزمة التي تواجه اليمن لجأ سامي، الشباب العشريني، الى صيد السمك لإعانة عائلته واخواته الستة. اثّرت الأزمة على معيشة الملايين من الاسر واجبرت الشباب اليمني على الانخراط في الجماعات المسلحة أو الاعتماد على اعمال غير مستدامة الدخل. فقد كان سامي على وشك الانخراط في المجموعات المسلحة منذ سنتين. عند القيام بإجراءات التسجيل، يذكر سامي: "لم أستطع التوقيع على الورقة التي تنص على عدم تحمل أحد مسؤولية وفاتي، في حال وقوعها. أيقنت بأن كل من أردت الحصول عليه هو مصدر دخل مستدام". قرار سامي الحكيم بإنقاذ حياته أنتج عنه اللجوء الى مهنة الصيد والتي، لسوى الحال، لا تشكل مصدر دخل دائم بسبب اعتمادها على حالة الطقس والتقلبات الاقتصادية لمستوى المعيشة.

يعمل سامي حالياً، ضمن مئات الشباب، في التي يتم تنفيذه من قِبل اليونسكو والصندوق الاجتماعي للتنمية بتمويل سخي من الاتحاد الاوروبي (عشرة ملايين يورو). يهدف المشروع إلى تشغيل 4000 شاب وشابة في مجال حماية التراث الثقافي في اربعة مدن تاريخية مختلفة. يعمل سامي على ترميم قصر السلطان (المتحف الوطني) في مدينة عدن، والذي يطل على سوق السمك الرئيسي في المدينة والذي كان يتردد عليه سامي لبيع الأسماك عندما يحالفه الحظ. العمل في هذا المجال محى معاناة سامي مع تقلبات الطقس عند اصطياد السمك خاصةً وأن عمله الجديد يؤمّن له دخل شهري مستديم. ساهم المشروع بتغيير حياة سامي الذي عبّر فرحاً: "بعث مشروع اليونسكو الحياة في شباب الحي وفتح لهم ابواب الرزق لدعم عائلاتهم و تغطية حاجاتهم".

بعث مشروع اليونسكو الحياة في شباب الحي وفتح لهم ابواب الرزق لدعم عائلاتهم و تغطية حاجاتهم.
سامي محمد
1,000

فرصة عمل تم توفير للشباب في عام 2020

مُحاطة بجبال شمان البركانية، سُميّت المنطقة التاريخية في عدن بـ "كريتر" نسبةً الى فوهة البركان الخامد المحيط بالمدينة. تتميز هذه المدينة الساحلية بهندسة معمارية عتيقة ومتفرّدة تروي في تفاصيلها تعاقب الحضارات والهجرة القديمة. شُيّدت المباني التاريخية في مدينة عدن بمواد طبيعية مستوحاة من البيئة المحيطة مثل حجر جبال البركانية أو خشب الاشجار الصلبة النامية في المناطق الغنية زراعياً بفضل المناخ شبه الاستوائي. أثرت الحرب على معظم المعالم التاريخية بما في ذلك المنازل التي اصبحت تشكل خطراً على حياة الاسر القاطنة في المراكز الحضرية التاريخية. قصة سامي هي قصة مشابهة لعديد شباب الذين كانوا ضحية البطالة واللذين أُجبروا على "الجلوس في قارعة الطريق" بدون أي أمل للتطور أو تامين مستقبل أفضل.

بالرغم من فيروس كورونا المستجد الا أن مشروع  وفر فرص عمل لقرابة 1000 شاب وشابة في عام 2020 للمساهمة في .