مقال
مهرجان الممالك القديمة: أسبوعان من الأنشطة المقامة في مجموعة من المواقع القديمة
وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا العام يصادف الذكرى السنوية الخامسة عشرة لإدراج موقع الحِجر في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، الذي يعتبر خطوة هامة واعترافاً بأنَّ هذه المدينة النبطية التي كانت تنبض بالحياة هي أحد فصول التاريخ العالمي، كما أنَّ هذا الإدراج كان الأول من نوعه بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية. واحتفالاً بهذه المناسبة، ركز المهرجان في تنظيمه على هذا الموقع ذي الرمزية حيث أعدَّ أساليب جديدة ومبتكرة للتعرف عليه. ويمكن للزوار الاستمتاع بجولة خاصة باستخدام نظارات الواقع المعزَّز التي تحكي لهم قصص الماضي التي كانت معرفتها مقتصرة في السابق على الخبراء والباحثين، أو التمتع بالتراث الطبيعي لموقع الحِجر من خلال أحدث الجولات على الحياة البرية والطبيعة التي سوف تنطلق في النصف الثاني من المهرجان. ولا ينبغي تفويت فرصة زيارة معرض "الحياة في الحِجر" الذي ينظمه في الموقع الخبراء في تراث العلا، والذي يبرز التفاصيل الجميلة لحياة الأنباط من خلال عرض خمس عشرة قطعة مكتشفة في الموقع.
يمكن للزوار من جميع الأعمار أن يلقوا نظرة على الاكتشافات الجديدة التي تحدث حالياً في عدة مواقع، منها دادان التي كانت عاصمة لمملكتي دادان ولحيان القديمتين والتي بلغت ذروة ازدهارها كمحطة تجارية رئيسية على طريق البخور. وسوف يرى الزوار لأول مرة موقعاً جديداً مشوقاً يُعتقد أنه كان الميدان القديم لصيد النعام لشعب دادان.
لا يقتصر برنامج المهرجان على الحِجر ودادان، فهو يتضمن مجموعة من الفعاليات التي تعيد إحياء قصص واحة العلا الرائعة، وتعيد تفعيل واحتَي خيبر وتيماء التاريخيتين؛ ويمكن للزوار الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والمشاركة مباشرة في فعاليات عائلية تاريخية وفي عشاء تراثي تخيلي في الواحة التاريخية.
يتضمن مهرجان هذا العام أيضاً عرضاً خاصاً للمجتمعات المحلية والعائلات، فهناك برنامج طموح لإشراك المدارس ومجموعة من وحدات التعلم النشط الرامية إلى إشراك الشباب. وسوف يسهم المهرجان في إيجاد فرص عمل محلية وتنمية المهارات.