بيان صحفي

استجابة اليونسكو للأضرار الناتجة عن الهطول الكثيف للأمطار في المراكز التاريخية في اليمن

بناءً على تقييم الأضرار الذي تم تنفيذه بالتعاون مع الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن والصندوق الاجتماعي للتنمية في بداية الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، تم تحديد 129 مبنى للتدخل في مدينة صنعاء القديمة. إذ قامت منظمة اليونسكو بالتعاون مع شركائها المحليين بوضع معايير اختيار صارمة لتحديد المباني التي تحتاج لتدخلات طارئة من ضمن خطة عمل تتألف من ثلاث مراحل. وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من التدخلات قبل عطلة عيد الأضحى بنجاح نتج عنها حماية 40 مبنى من الانهيار. إذ أنه وبدون مثل هذه التدخلات، لكانت هذه المباني معرضة وبشدة لظروف الطقس القاسية.

مع ذلك، أدت أزمة المناخ الأخيرة إلى تفاقم الوضع بشكل أسوأ وارتفاع عدد المباني المتضررة في المدينة القديمة. ولا زالت اليونسكو تواصل التنسيق مع السلطات المحلية المتخصصة والشركاء المحليين لتقييم الوضع الحالي وتحديد سبل التدخل. ووفقًا للتقييم الأولي لـ الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن، هنالك ٣ مبانٍ لم تكن مأهولة تم إهمالها لعدة سنوات قد انهارت تمامًا؛ وانهيار جزئي لمبنى واحد مأهول؛ وإصابة أسقف ٥٠ مبنى بأضرار جسيمة؛ وتكون ثغرات في أسقف ١١١ مبنى يقل قطرها عن متر واحد؛ وتعرض ما يقرب ٢٠٠٠ مبنى لتسريبات المياه، بالإضافة إلى تضرر جزأين محدودان من سور المدينة بشكل جزئي.

ونتيجة للأضرار الحاصلة، تقوم اليونسكو وشركاؤها المحليون باستكمال الاستعدادات لبدء أنشطة إعادة التأهيل في 40 مبنى جديدًا في الأيام القليلة المقبلة بالإضافة إلى أنشطة إعادة التأهيل في الأجزاء المعرضة للخطر من سور المدينة. ويعتمد اختيار مواقع التدخل الجديدة على شدة الضرر الناتج عن أزمة المناخ الأخيرة وخطط العمل الموضوعة مع السلطات المحلية المتخصصة. وتحرص منظمة اليونسكو على توسيع نطاق تدخلاتها في المدينة في الأيام القليلة المقبلة لاستهداف المزيد من المباني عن طريق تحويل الأموال من الأنشطة الأخرى وتسخيرها للتركيز على الاستجابة لهذا الوضع الطارئ.

إضافة إلى ما سبق، تأثر موقعان آخران من مواقع التراث العالمي، هما مدينتي شبام وزبيد، بمستويات من الضرر أقل من المستويات المرصودة في مدينة صنعاء القديمة. ومع ذلك، بدأت اليونسكو بعمليات الترميم في المدينتين والإصلاحات الطارئة للمنازل وأسوار المدينة والمناطق العامة. بالإضافة إلى استمرارية إعادة تقييم الاحتياجات حسب الأحداث الأخيرة لضمان الاستجابة المناسبة بالتعاون شركائها المحليين.

وبالنظر إلى محدودية الأموال المتاحة والحجم الكبير للضرر، فإن تدخلات اليونسكو المستمرة لحماية التراث الثقافي اليمني موجهة نحو عمليات إعادة التأهيل. إذ أنه تم تصميم مشروع النقد مقابل العمل الممول من قبل الاتحاد الأوروبي بناءً على حالة المباني التاريخية في أربعة مدن هي عدن وصنعاء وشبام وزبيد على مدى ثلاث سنوات، مع التركيز بشكل خاص على إصلاح الأسقف والجدران والأساسات. ويسمح هذا النهج للمؤسسة بحماية السلامة الهيكلية لأكثر من 400 مبنى تاريخي وعدم استنفاد الأموال المتاحة لجهود إعادة البناء لعدد أقل منها.

قام مكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن بإصدار يصف فيه الوضع الحالي، في 11 أغسطس 2020.

النقد مقابل العمل: تحسين فرص كسب العيش لشباب المناطق الحضرية في اليمن

يهدف المشروع إلى تعزيز فرص سُبل العيش للشباب في اليمن من خلال أنشطة التجدد الحضري التي ستشمل ترميم أبنية معينة في المراكز الحضرية التاريخية التي تعرضت للتلف خلال الصرعات المستمرة. يسهم المشروع في التماسك الاجتماعي وبناء السلام من خلال البرامج الثقافية الموجهة ودعم المجتمع المدني.

كما ويولي اهتماماً خاصاً لتعزيز سبل العيش للشباب فئة ضعيفة، وفي الوقت عينة بوصفها الفئة التي تمثل غالبية السكان اليمنيين (70٪ تحت سن 25). ويكثف المشروع جهوده لتعزيز توفير فرص عمل مستدامة قصيرة وطويلة الأجل مع التركيز بشكل خاص على الحفاظ على العمارة الحضرية التاريخية وترميمها. ويشكل إعادة تأهيل البنية التحتية المرتبطة بها ضمن النسيج الحضري التاريخي نشاطاً من المتوقع أن يسهم أيضاً في التنمية الاقتصادية لليمن على المدى الطويل.

يقترح المشروع مجموعة فريدة من التدخلات، تربط بين تعزيز فرص كسب العيش للشباب مع تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال الثقافة والحفاظ على البيئات الحضرية والأصول ذات القيمة الثقافية والتاريخية. علاوة على ذلك، سيسهم المشروع بشكل إيجابي في منع تطرف الشباب الحضري على المدى القصير، وكذلك رفع مستوى القوى العاملة من منظور التنمية وإعادة الإعمار في اليمن.

لمعرفة المزيد عن المشروع، يمكنكم زيارة