banner_jane-goodall

قصة

الدكتورة جين غودول تلقي "خطاباً للتاريخ" في اليونسكو

حضرت الدكتورة جين غودول، العالمة ذائعة الصيت التي غيرت أبحاثها عن الشمبانزي نظرتنا إلى الحيوانات، إلى اليونسكو حاملة معها رسالة مفعمة بالتفاؤل بشأن الحفظ والدور الذي يمكن أن يؤديه كل فرد في الحفاظ على كوكبنا. وصبَّ خطابها في صميم مهمة المنظمة المتمثلة في تثقيف الشباب والمجتمعات المحلية من أجل حماية عالم الطبيعة واحترامه.

بدأت الدكتورة جين غودول، أو الدكتورة جين كما تحب أن تُنادى، خطابها على الشكل التالي: "أنا متأكدة تماماً بأنَّ هذا المكان لم يشهد على الإطلاق إقراراً حقيقياً بأننا نحن البشر لسنا الكائنات الوحيدة على وجه الأرض، لذلك أريد أن أُسمع في هذا المكان صوت الشمبانزي، هذا الحيوان الذي أدرسه منذ سنوات عديدة مع فريقي المخلص. وما سأقوله يعني بكل بساطة: هذه أنا، هذه جين، لأن الشمبانزي لديها طرق مختلفة في الإعلان عن وجودها." ثم بدأت الدكتورة جين في محاكاة لغة الشمبانزي.

وكشفت جين غودول عن أنَّ الشمبانزي تصنع الأدوات وتستخدمها؛ وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في كلمتها الترحيبية: " لقد هدم عملك الفجوة بين البشر وسائر الأحياء، تلك الفجوة التي عمل البشر أنفسهم على إنشائها من دون كلل جيلاً بعد جيل".

وأضاء خطابها على الدور الهام للتعاون من أجل مكافحة تغير المناخ ودعم المجتمعات المحلية، إذ تعمل اليونسكو في البلدان على دعم المجتمعات المحلية لكي تسخِّر معارفها المحلية في حماية التنوع البيولوجي، وقد سلَّط خطاب الدكتورة جين الضوء على أهمية هذه الولاية.

أنا فخورة جداً بالعلاقة القائمة بين معهد جين غودول واليونسكو التي تتطور تدريجياً على مر السنين ليزداد التعاون بينهما. لقد وصل العالم اليوم بالتأكيد إلى وضع يستحيل فيه على أي أحد أو أي منظمة العمل منفرداً، إننا بحاجة إلى التعاون وبحاجة إلى الاجتماع وإلى العمل المشترك بين البلدان والأفراد لكي نجعل هذا العالم مكاناً أفضل.

الدكتورة جين غودول

عملت الدكتورة جين غودول طيلة حياتها المهنية على الدعوة إلى حفظ الأحياء البرية وموائلها، ووجَّهت رسالة مفعمة بالأمل في الوقت الذي تأتي فيه أخبار كئيبة عن تغير المناخ ومستقبل الكوكب. وتحدَّثت الدكتورة عن أنَّ لكل شخص القدرة على إحداث فرق، وعن قدرة الشباب على بناء عالم أفضل.

فلنجتمع معاً وليبذل كل منا ما في وسعه بأي وسيلة ممكنة، ولنجعل العالم مكاناً أفضل للأطفال الذين سوف يأتون من بعدنا، ولنساعدهم لكي يبنوا عالماً أفضل لأنفسهم.

الدكتورة جين غودول

تعمل مؤسسة جين غودول مع الشباب في المجتمعات المحلية في شتى أنحاء العالم على مشاريع تتراوح بين إنشاء حدائق محلية وحماية أنواع النباتات الأصلية. ويتناغم هذا العمل الذي يمزج بين حماية البيئة وتثقيف الشباب بطريقة مباشرة مع المهمة الرئيسية لليونسكو المتمثلة في العمل مع الشباب وتثقيفهم.

 واختتمت الدكتورة جين خطابها بإخبارها قصة شمبانزي ذكر تعرَّض للاعتداء على يد ثلاثة ذكور شمبانزي وسقط في بحيرة عندما كان يحاول الهرب، فهبَّ رجل كان يشاهد العراك من خلف السور إلى نجدته متجاهلاً احتمال تعرُّضه هو نفسه لخطر الاعتداء عليه، وعندما سُئل عن سبب تصرفه، أجاب قائلاً: "نظرت في عينيه فشعرت وكأنني أنظر في عيني رجل وكأنه كان يقول "هل سيساعدني أحد ما؟" هذا ما يقوله لنا العالم اليوم".

Jane Goodall