91�鶹������Ʒ����

وُلد أحمد مختار امبو في عام 1921 بداكار، وتولى منصب وزير التربية والثقافة والشباب في السنغال، وشارك بفعالية في الحياة السياسية في بلده، وكان مديراً عاماً لليونسكو لمدة 13 سنة. وعندما انتُخب امبو لشغل منصب المدير العام، كتب الصحفي الذي أصبح دبلوماسياً في وقت لاحق، بيير كالفون، ما يلي: "لعل المسار الذي قاد الفلاح الصغير القادم من منطقة الساحل الأفريقي ليتولى رئاسة إحدى أرقى منظمات الأمم المتحدة هو نموذج لنشوء عالم آخر لطالما كان مستعبداً ومحتقراً إن لم يكن متجاهَلاً، إنه عالم الشعوب المحرومة".

درس أحمد مختار عندما كان صغيراً في المدرسة القرآنية ثم قُبل في المدرسة الاستعمارية، والتحق بعدها "بالدورة التجارية" التي نظَّمتها غرفة تجارة داكار، ونجح في مسابقة موظفي الإدارة الاستعمارية. وتطوع في الجيش في فرنسا القارية في عام 1940 ثم عاد إلى السنغال بعد خسارة فرنسا، وشارك بعدها بأربع سنوات في إنزال البروفانس وفي تحرير فرنسا.

بعد دراسة التاريخ في جامعة السوربون، عاد الأستاذ الشاب إلى بلده في عام 1951 حيث درَّس لمدة عامين قبل أن يُكلَّف بإنشاء التعليم الأساسي وإدارته في كل من السنغال وموريتانيا. وأصبح وزيراً للتربية والثقافة خلال فترة الاستقلال الداخلي (1957 - 1958)، ثمَّ استقال لكي ينخرط في النضال من أجل الاستقلال. وما أن حصل السنغال على استقلاله حتى أصبح وزيراً للتربية الوطنية (1966 - 1968)، وبعدها وزيراً للثقافة والشباب (1968 - 1970) ونائباً في الجمعية الوطنية.

عُيِّن مساعداً للمدير العام للتربية في اليونسكو في عام 1970، وانتُخب مديراً عاماً للمنظمة في عام 1974 وأعيد انتخابه في عام 1980 ليشغل هذا المنصب حتى عام 1987. وتركز عمله خلال هذه الفترة على أولويتين رئيسيتين وهما: تعزيز توافق الآراء بوصفه وسيلة لاتخاذ القرار الجماعي في المنظمة، والدفاع عن استقلالية الخدمة المدنية الدولية.

وقد أعرب أحمد مختار امبو عن "القناعة الراسخة بأنَّ العالم واحد وأنَّ النضال من أجل الإنسان واحد في كل مكان"، فهو كان يعتبر أنَّ "البشرية محكومة بالعيش في عصر التضامن إذا كانت لا ترغب في أن تشهد الهمجية".

ودافع أحمد مختار امبو أيضاً وبشدة عن "نظام عالمي جديد للمعلومات والاتصال"، فقد كانت الأخبار الدولية في حينها محصورة بخمس وكالات صحفية كبرى تقع جميعها في أوروبا وأمريكا الشمالية، فكانت المعلومات تتدفق بصورة رئيسية من الشمال إلى الجنوب.

وتميز عهد أحمد مختار امبو باتخاذ مبادرات مستدامة مثل البرنامج الدولي لتنمية الاتصال الذي أنشئ في عام 1981، وتشكيل لجنة التراث العالمي في عام 1976 بموجب  لعام 1972، وقد ساهمت هذه اللجنة بقدر كبير في شهرة اليونسكو، وبعدها بعامين، تأسيس اللجنة الدولية الحكومية لتعزيز إعادة الممتلكات الثقافية إلى بلادها الأصلية أو ردها في حالة الاستيلاء غير المشروع. 

وفي عهد أحمد مختار امبو، جرت تسمية أولى محميات المحيط الحيوي، وهي عبارة عن مناطق محمية تعترف بها اليونسكو بوصفها مناطق نموذجية توفِّق بين حفظ التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة.

لمحة عن اليونسكو

تضم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة 194 دولة عضواً وتسهم في بناء السلام وإحلال الأمن عبر قيادتها للتعاون المتعدد الأطراف في مجالات التعليم والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات. تتخذ المنظمة من باريس مقراً لها، ولديها مكاتب موزعة على 54 بلداً، وتوظف أكثر من 2300 شخص. وتشرف اليونسكو على أكثر من 2000 موقع للتراث العالمي ومحمية للمحيط الحيوي وحديقة جيولوجية عالمية؛ وشبكة للمدن المبدعة ومدن التعلم والمدن المستدامة الشاملة للجميع؛ وتشرف أيضاً على أكثر من 000 13 مدرسة منتسبة وكرسي جامعي ومعهد للتدريب والبحوث. وترأسها المديرة العامة أودري أزولاي.

"لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام".

- ديباجة الميثاق التأسيسي لليونسكو، 1945.    

للاستزادة:&�Բ�����;