الأخبار
تعزيز المساواة بين الجنسين وتغطية العنف القائم على النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام الفلسطينية
تعاونت اليونسكو وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين للمساعدة في تعزيز نهج وسائل الإعلام للمساواة بين الجنسين، بما في ذلك كيفية تعامل وسائل الإعلام والصحفيين مع القضايا الحساسة للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
استخدم الباحثون "مؤشرات تطوير وسائل الإعلام" لليونسكو و"أدوات مراقبة وسائل الإعلام للقضايا الحساسة المتعلقة بالنوع الاجتماعي" لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لتحليل خمس مؤسسات إعلامية في فلسطين من منظور النوع الاجتماعي ووضعوا توصيات لوسائل الإعلام لتعزيز نهجها تجاه المساواة بين الجنسين والحساسية بالتعاطي مع هذه القضايا، بما في ذلك عند تغطية احداث متعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي. كانت إحدى التوصيات الرئيسية هي تطوير مدونة سلوك لوسائل الإعلام والموظفين لتوجيههم في هذا المسعى.
كجزء من حملة 16 يوم من مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي 2022، أقيم حفل في رام الله لعرض نتائج البحث الممول من السويد وتوصياته. بعد ذلك، وقع الصحفيون وممثلو وسائل الإعلام على مدونة قواعد السلوك، والتزامهم بالعمل على تحسين معاملتهم وتغطيتهم للقضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي في فلسطين - ومن هذه القضايا العنف ضد النساء والفتيات.
نتائج البحث
قادت البحث السيدة ناهد أبو طعمة التي قدمت التقرير ونتائجه وتوصياته خلال حفل الإطلاق. وتبين من نتائج الدراسة أن القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف القائم عليه، كثيرا ما يتم تهميشها في وسائل الإعلام. تميل حالات العنف البارزة ضد النساء والفتيات، مثل حالات القتل، إلى الحصول على تغطية لكن سرعان ما تتلاشى هذه التغطية.
سلطت الدراسة الضوء على تفضيل وسائل الاعلام وجود الرجال في المحتوى المتعلق بالسياسة والاقتصاد والقانون والحقوق، ونظام العدالة، والأعمال، والرياضة. بينما تتواجد المرأة عادة في قضايا مرتبطة بالصور النمطية لها مثل شؤون المرأة، والأسرة، والمنزل، والمطبخ، وبعض القضايا الاجتماعية والبرامج الترفيهية، على الرغم من أن المرأة حاضرة ونشطة للغاية في المجالات أخرى.
وعلى صعيد أكثر إيجابية، تشير النتائج إلى زيادة في عدد النساء العاملات في المؤسسات الإعلامية. كما دخلت العاملات في مجال الإعلام مهنًا ومناصب جديدة كان يهيمن عليها الرجال في السابق. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من التقدم في مجالات كسر الصور النمطية، والمشاركة في صنع القرار، وتطوير السياسات الإعلامية وتأثيرها على المحتوى الإعلامي سعياً لتحقيق المساواة بين الجنسين، وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي.
حفل الإطلاق
افتتح حفل الاطلاق القنصل العام للسويد، جوليوس ليليستروم، والممثلة الخاصة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ماريز غيموند، ومديرة مكتب وممثلة اليونسكو، نهى باوزير، بحضور ممثلين من مختلف القطاعات بما في ذلك الأوساط الأكاديمية والإعلامية والمجتمع المدني.
وفي حديثها في الحفل، قالت الممثلة الخاصة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة ماريز غيموند: "تعتبر وسائل الإعلام نقطة دخول رئيسية للحد من العنف ضد النساء والفتيات على المدى الطويل بسبب وصولها الفريد إلى قطاعات واسعة من السكان، بالإضافة إلى قدرتهم على التأثير وتشكيل الأفكار والتصورات حول ما يعتبر مقبولًا اجتماعيًا".
وأضافت: "يظل التحدي الأكبر هو استمرار المواقف والمعتقدات والممارسات والسلوكيات في المجتمع التي تكرس القوالب النمطية السلبية والتمييز وعدم المساواة بين الجنسين كأسباب جذرية للعنف ضد النساء والفتيات".
قالت مديرة مكتب وممثلة اليونسكو، نهى باوزير: "إن العديد من الصحفيات يعرفن جيدًا تأثير العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث يتعرضن له في كثير من الأحيان أثناء عملهن، بما في ذلك المضايقات سواء على الإنترنت أو خارجه - كما هو موضح في التقرير العالمي لليونسكو والمركز الدولي للصحفيين ."
وتابعت: "إن نتائج وتوصيات البحث في فلسطين ستفيد تدخلاتنا المستقبلية في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، ستكون مدونة قواعد السلوك بلا شك إطارًا مفيدًا للمؤسسات الإعلامية والصحفيين للالتزام بالممارسات الصحيحة عندما يتعلق الأمر بالمساواة بين الجنسين".
وأضاف السيد جوليوس ليليستروم، القنصل العام للسويد: "من الحقائق المعروفة أن عدم المساواة والتهميش والعنف القائم على النوع الاجتماعي يجعل المجتمع أضعف وأكثر انقسامًا وأكثر عرضة للضغوط الخارجية. من خلال محاربة الصور النمطية المتعلقة بأدوار الرجال والنساء بالمجتمع، ستتمكن للمنظمات الإعلامية بالإسهام في ترسيخ المزيد من القيم المتعلقة بالمساوة بين الجنسين في المجتمع. نعتقد أن استخدام أدوات مثل مدونة قواعد السلوك هو النهج الصحيح".
العنف ضد النساء والفتيات في فلسطين
لا يزال العنف ضد النساء والفتيات يمثل مشكلة في فلسطين، كما هو الحال في كل مكان. أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2019، فإن 59.3٪ من النساء والفتيات المتزوجات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و64 عامًا يتعرضن للعنف على يد أزواجهن. كان العنف النفسي هو الشكل الأكثر شيوعًا للعنف، مع أعلى المعدلات عبر جميع الفئات العمرية بين المستجيبات اللاتي تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عامًا.
تعد حملة 16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في كل عام فرصة للشركاء في جميع أنحاء العالم للتوحيد ضد جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وخاصة ضد النساء والفتيات. تفتخر اليونسكو بحملة 2022 في فلسطين، التي تنسقها هيئة الأمم المتحدة للمرأة تحت شعار الحماية الذي ينص على: "الحماية ... مسار مش شعار".
ويجري حاليا الانتهاء من الدراسة ومن المقرر نشرها في الأشهر المقبلة.
صحفية توقع مدونة قواعد سلوك الإعلام في فلسطين بناءً على تحليل وسائل الإعلام الفلسطينية من منظور النوع الاجتماعي