مقال
مؤتمر الدراية الإعلامية والمعلوماتية يناقش التنقل عبر الحدود الرقمية والمصلحة العامة
هذه المادة هي نتاج عمل غرفة أخبار اليونسكو للشباب ضمن فعاليات مؤتمر الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية2024 في المملكة الأردنية الهاشمية
غرفة الشباب للوسائط المتعددة
تم إعداد هذا المقال من قبل غرفة الشباب للوسائط المتعددة. الآراء والأفكار الواردة في هذا المقال تعبر عن آراء المساهمين في غرفة الشباب للوسائط المتعددة ولا تعكس بالضرورة آراء اليونسكو أو شركائها. لا تعني التسميات المتعلقة بالوضع القانوني لأي دولة أو إقليم أو مدينة أو منطقة، أو سلطاتها، أو المتعلقة بتحديد حدودها، إبداء أي رأي من قبل اليونسكو أو شركائها.
ناقش مشاركون في فعاليات الجلسة الأولى من مؤتمر الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية في يومه الأول، والذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بالشراكة مع وزارة الاتصال الحكومي، "واقع التنقل عبر الحدود الرقمية الجديدة: المعلومات التي تهم المصلحة العامة باستخدام الدراية الإعلامية والمعلوماتية".
وقالت ميسرة الجلسة المستشارة في الدراية الإعلامية والاتصال، الأستاذة بيان التل، إن الجلسات تهدف إلى بناء الأساس لفهم مناخ المعلومات، والتركيز على دور صانعي المحتوى الرقمي والتزامهم بالمعايير الأخلاقية والمهنية التي تضبط العمل الإعلامي.
وأضافت أن الأردن بلدٌ يتصدى للعنف على كافة المجالات والأصعدة، مشيرة إلى أن الحرب في غزة هددت حرية التعبير من خلال قتل أكثر من 180 صحفي في فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى الدمار الشامل والإبادة الجماعية التي أُرتكبت بحق الفلسطينيين.
واستعرض المشاركون واقع العمل الصحفي اليوم والتطور التكنولوجي في الرقمنة التي يشهدها العالم وسُبل مواكبتها.
فليمنغ: الوصول إلى الحقائق أصبح أمرًا أكثر تعقيدًا
استعرضت وكيلة الأمين العام للتواصل العالمي في الأمم المتحدة، ميليسا فليمنغ، تحديات الوصول إلى الحقائق، مشيرة إلى أن الوصول إلى الحقائق أصبح أمرًا "أكثر تعقيدًا" في ظل بيئة مليئة بالمعلومات المضللة.
وأكدت أهمية الإلمام بمهارات الدراية الإعلامية والمعلوماتية في التحقق من المصادر وتجنب المعلومات المغلوطة، ووصفتها بأنها "من أهم المهارات في عالمنا".
وأضافت أن تمكين الأفراد بمهارات رقمية تتيح لهم الوصول إلى الحقائق، هو أمر بالغ الأهمية في عالم متغير، وأن تعليم هذه المهارات يعزز من قدرة الأفراد على تمييز المعلومات الحقيقية عن المضللة، ويُعد أحد الحلول الرئيسية لمواجهة التضليل في العالم الرقمي.
وأشارت إلى أن هذه المهارات تشكل جزءًا من مبادئ الأمم المتحدة للنزاهة الإعلامية، والتي تتطلب استجابة تتضمن الاستثمار في مبادرات الدراية الإعلامية وإدماج المهارات الرقمية، وتمكين الأفراد من الوصول إلى الحقائق في عالم متغير.
عثمان: الصحفيون يشعرون بأنهم تأخروا عن ركب التكنولوجيا
يرى رئيس الاتحاد الإفريقي للصحفيين والأمين العام لنقابة الصحفيين الصوماليين، عمر فاروق عثمان، أن بعض الصحفيين التقليديين يشعرون بأنهم تأخروا عن الرَكب مقارنةً بصنّاع المحتوى الذين باتوا أكثر استغلالاً لمنصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن الفرق الجوهري بين الصحفيين وصناع المحتوى يكمن في أن الصحفيين ملزمون بمبادئ وأخلاقيات المهنة، في حين لا تلتزم غالبية صناع المحتوى بالمعايير ذاتها.
ولفت إلى صعوبة إيقاف انتشار المعلومات الخاطئة بسبب السرعة الكبيرة لتداولها على المنصات، مشددًا على أهمية تدقيق المحتوى المنشور عبر منصات التواصل الاجتماعي لضمان مصداقيته ودقته.
وأكد أن الدراية الإعلامية مرحلة مهمة جدًا للوصول إلى أفراد متمكنين من التعامل مع المعلومات المُعتَمدَة الحقيقيّة، واستخدام الدراية الإعلامية من أجل محاربة المعلومات المغلوطة والمضللة وتمكينهم من التمييز بينها.
وفي سياق حديثه عن تحديات القارة الإفريقية، أشار عثمان إلى أن الصومال تواجه مشاكل في نقل المعلومات رقميًا واستخدام أدوات التحقق، مضيفًا أن هذه التحديات لا تقتصر على الصومال وحدها، بل تشمل معظم الدول الإفريقية، حيث لا تزال تعاني من ضعف في البنية التحتية الرقمية وأنظمة التحقق من المعلومات.
ولفت إلى أن عمل صانعي المحتوى يأتي بالفرص والمخاطر من خلال سرد القصص ذات الطابع السري ولا يميزون ما المصرّح بنشره، مشيرًا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الدراية الإعلامية والمعلوماتية هي انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية من قِبل صانعي المحتوى.
وختم عثمان حديثه بضرورة العمل على تعزيز القدرات الصحفية في التحقق من الأخبار، وضمان مواجهة المعلومات المغلوطة التي تنتشر عبر المنصات الرقمية، مؤكدًا أهمية تكاتف جهود الصحفيين والمؤسسات الإعلامية لتحقيق هذا الهدف.
غوتيريز: التحدي الأكبر يكمن في حماية حرية التعبير وضمان جودة المحتوى الرقمي
أشار نائب رئيس منصات هيئات المرئي والمسموع الإيبيرية والأمريكية، ورئيس المجلس الوطني للتلفزيون في تشيلي، موريسيو مونيوز غوتيرز، إلى ضرورة التوازن بين حماية حرية التعبير والصحافة، وحماية حق الجمهور في الحصول على المعلومات.
ويرى أن صناع المحتوى ما زالوا خارج إطار التشريعات والضوابط، مِمّا يشكل تحديًا أمام تنظيم المحتوى الرقمي وضمان التزامه بالمعايير المناسبة، وتابع "إن بعض الدول بدأت باتخاذ خطوات ملموسة ووضع قوانين لتنظيم المحتوى كالبرازيل وإسبانيا والبرتغال".
وأضاف غوتيرز أن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد صيغة تحمي حرية التعبير وتضمن جودة المحتوى الرقمي، دون المساس بحرية الصحافة، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الحكومات والهيئات الإعلامية للوصول إلى تشريعات فعّالة.
وقال إن العالم الرقمي يتطلب تحديثًا مستمرًا في القوانين، نظرًا للتطور السريع في صناعة المحتوى عبر الإنترنت، مع التأكيد على أهمية تطوير سياسات تتماشى مع المعايير الدولية لحماية المستخدمين والمجتمع.
السلاوي: هل ستصبح منصات التواصل الاجتماعي مصدرًا موثوقًا للمعلومات؟
قالت الصحفية ومخرجة الأفلام الوثائقية، نسرين سلاوي، إن سبب توجة الجمهور لمتابعة رواد منصات التواصل هو عدم وجود ثقة بالصحفيين، وتابعت "عمل المؤثرين هو عمل إعلاني مقابل عوائد مالية، وهو الأمر الذي يتطلب تعليم الجمهور كيفية التعاطي مع المعلومات للتميز ما بين المعلومات والشائعات".
وأشارت إلى أن منصات التواصل الاجتماعي تمثل وسيلة جديدة للإعلام، إذ إنها تجعل الصحفيين أكثر ارتباطًا بالجمهور، وتتيح لهم القيام بمزيد من العمل الحر، مشددةً على دور الصحفيين في التحقق من المعلومات المغلوطة، والالتزام بأخلاقيات المهنة في عصر المعلومات الرقمية.
وقالت "إن عمل الصحفيين لا يقتصر على نشر المحتوى، بل يشمل أيضًا التحقق من الأخبار وتعليم الجمهور كيفية التعامل مع المعلومات الخاطئة".
ودعت السلاوي الصحفيين إلى التعاون مع صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، لتعزيز الشفافية والفهم المتبادل، مشيرةً إلى ضرورة معرفة الصحفيين المزيد عن كيفية عمل هذه المنصات وخوارزمياتها، إذ يمكن لأي شخص أن ينشر محتوى على صفحته الشخصية، مِمّا يزيد من خطر انتشار المعلومات المغلوطة.
وحذرت السلاوي من أن سهولة الحصول على علامة التوثيق في وسائل التواصل الاجتماعي قد تساهم في نشر أخبار زائفة نتيجة تصديق البعض للمعلومات المنشورة على الحساب لمجرد توثيقه، مما يعكس الحاجة الملحة لتعزيز الأخلاقيات والمصداقية في الإعلام، مؤكدةً وجوب وضع أسس واضحة لمنح علامات التوثيق في هذه المنصات.
بريمي: بعض المؤثرين "يمارسون عملهم بشكل أفضل من الصحفيين"
تحدثت رئيسة قسم الابتكار في تلفزيون فرنسا كاتي بريمي، حول تأثير صانعي المحتوى على اتجاهات الأفراد، وكيفية تعزيز مفهوم الدراية الإعلامية في ظل تراجع الإقبال على مشاهدة التلفاز، وتوجه الشباب نحو مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات، علمًا أن الأجيال لم تعد تتابع القنوات الإعلامية التقليدية.
وترى بريمي أن بعض المؤثرين "يمارسون عملهم بشكل أفضل من الصحفيين لمقدرتهم على إيجاد القصص والقيم المبتكرة".
وأشارت إلى وجود دور جديد يلعبه الإعلام التقليدي في هذا المناخ، إذ يتوجب على الصحفيين اليوم التغيير من أساليب نشر المعلومات، والتركيز أكثر على خدمة المجتمعات في تقديم المعلومات من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت ضرورة تعليم الصحفيين كيفية التعامل مع الجمهور، وحثهم على التفريق بين الصحفي والمؤثر على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى نقل القيم الصحفية للمؤثرين، مشيرةً إلى أن الإعلام التقليدي يحتاج المزيد من الوعي باهتمامات الجمهور.
وأضافت "يجب تعليم الأجيال الشابة كيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي والتعامل مع الذكاء الاصطناعي، مع مراعاة الضوابط التي تحكم العمل الصحفي وتطبيقها، بالإضافة إلى تنظيم منصات التواصل الاجتماعي".
أُعد هذا العمل من قبل مجموعة من طلاب الإعلام في الأردن، تحت إشراف الدكتورة ناهدة مخادمة والدكتور أمجد الصفوري.
الأسماء المشاركة في هذا العمل هي:
آدم زكارنة، جنى الهمن، حمزة زقوت،رفيف بني عطية، رهف الجراح، سجود مقدادي، سلطان المغربي، سلمى نصار، عبدالله الجراح، عوني عياصرة، مالك بشير