عمان ـ في تلال رحاب، وهي قرية تبعد بضعة كيلومترات عن المفرق، يمكن العثور على بقايا العديد من الكنائس القديمة، وكل منها له تاريخ غني. في مجمع كنيسة القديس يوحنا المعمدان والكهنة سيرجيوس وبروكوبيوس ، يحافظ العاملين مع اليونسكو على الأرضيات الفسيفسائية من العصر البيزنطي — حوالي القرن السادس الميلادي. وفي إحدى هذه الكنائس تعمل السيدة رائدة الخزاعلة (من رحاب) البالغة من العمر 45 سنة بحماس.
في أكتوبر/تشرين الأول 2020، بدأت السيدة رائدة مشاركتها في مشروع اليونسكو بعنوان "فرص العمل لحماية التراث الثقافي في الأردن"، وفقاً لبيان صادر عن اليونسكو.
وقال البيان انه من خلال آلية العمل مقابل النقد، يوفر هذا المشروع فرص عمل قصيرة الاجل وتدريب على الحفاظ على التراث الثقافى .
يتم تنفيذ هذا المشروع من قبل اليونسكو(UNESCO) و الوكالة الالمانية للتعاون الدولي (GIZ) بالتعاون مع دائرة الآثار العامة الاردنية (DoA) وجمعية المتطوعين للخدمة الدولية (AVIS)، والجامعة الأردنية الألمانية، وكلية الهندسة المعمارية والبيئة، وعدد من خبراء الحفاظ على التراث المحليين والدوليين، وهذا المشروع جزء من المبادرة الخاصة التي تضطلع بها الوزارة الاتحاد الالمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) تحت مسمى "معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وتحقيق الاستقرار في المناطق المضيفة، ودعم اللاجئين".
تركز الأنشطة في رحاب على الحفاظ على الفسيفساء وعرض الموقع في كنيسة القديسة مريم ومجمع كنيسة القديس يوحنا المعمدان والكهنة سيرجيوس وبروكوبيوس، على دعم دائرة الآثار وبلدية رحاب في توليد اهتمام سياحي أكبر بتاريخ المنطقة وعلوم آثارها وفي حماية تراثها، حسب البيان.
وعندما طُلِب من السيدة رائدة وصف عملها، قالت: "نحن نقوم بترميم الفسيفساء، ومن خلال التدريب تعلمت المواد اللازمة للحفاظ على قطع الفسيفساء. ومن واجباتي الأخرى إزالة الأسمنت بين الأحجار".
لا يزال اكتشاف بعض الفسيفساء جارياً، في حين أن بعضها الآخر تم اكتشافه وتوثيقه، ولكنه بقي مكشوفاً لفترة طويلة لذلك تتطلب تدخلات عاجلة في مجال الحفظ.
"تدعم اليونسكو المجتمع بطرق عديدة، من خلال توفير فرص عمل ودخل لفترات قصيرة لأفراد المجتمع المحلي خلال هذه الفترة غير المسبوقة، والحفاظ على التراث الثقافي للمجتمع، ودعم بلدية رحاب في أعمال من شأنها تعزيز الجاذبية السياحية للموقع"، هذا ما قالته جورجيا تشيزارو، مسؤولة المشروع في مكتب اليونسكو عمان.
لم تكن كل تجارب السيدة رائدة إيجابية، ولقد نجحت في التغلب على العديد من التحديات في حياتها. إن دوافعها فيما يتعلق بالأسباب التي جعلتها تشارك في نشاط "النقد مقابل العمل" معقدة.
"كنت عاطلة عن العمل وكنت أريد أن أكون مستقلة. أنا يتيمة من كلا جانبي أسرتي، ومطلقة بلا دخل، لكنني أومن بالمضي قدماً. كما أنني مهتمة أيضاً بالحفاظ على الآثار. إن الحفاظ على التراث الثقافي يشكل أولوية مطلقة لأنه يمثّل تاريخنا وأسلافنا، لذا فأنا أشعر بالالتزام والمسؤولية".
وتلتزم اليونسكو بتحقيق تنوع بالقوى العاملة من حيث نوع الجنس والجنسية والثقافة. وقال البيان أن هذا المشروع يلتزم بإجراءات تشغيل موحدة للنقد مقابل العمل في الأردن.
ويتوافق المشروع تماما مع أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وخاصةً هدف التنمية المستدام رقم ثمانية، والذي يهدف الى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع، وهدف التنمية المستدامة الحادي عشر، والذي يهدف الى تعزيز المدن والمجتمعات المستدامة، كما جاء في البيان.
![](/sites/default/files/styles/image_map_tablet/public/unesco-paragraphs/human_interest_story_raeda.jpg?itok=S-J7SYgI)