الأخبار
استراتيجية الجزائر الوطنية المتعددة اللغات لمحو الأمية تحصد إحدى جوائز اليونسكو

حصل المكتب الوطني لمحو الأمية وتعليم البالغين التابع لوزارة التربية الوطنية في الجزائر على في مجال محو الأمية باللغة الأم لعام 2019 وذلك عن برنامجها "الاستراتيجية الوطنية المتعددة اللغات لمحو الأمية".
وكان المكتب الوطني قد استهل هذا البرنامج المتعدد اللغات في عام 2016 لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية لعام 2008، وذلك بعد اعتماد اللغة الأمازيغية لغة رسمية وطنية إلى جانب اللغة العربية.
وتشمل هذه الاستراتيجية دورة لمحو الأمية تنظم على مدار 18 شهراً للبالغين باللغتين الرسميتين، وتهدف إلى تسليط الضوء على أهمية البدء بالتعلم باللغة الأم للتمكن من اكتساب المزيد من اللغات والتعلم مدى الحياة.
ويصف المدير العام للمكتب الوطني لمحو الأمية وتعليم البالغين، كامل خربوش، البرنامج بأنه "نتيجة منطقية لعملية طويلة، تجمع بين محو الأمية والسياسات اللغوية في البلاد".
وبفضل هذه الاستراتيجية، أصبح بإمكان الناطقين باللغة الأمازيغية من الآن وصاعداً الوصول إلى برامج محو الأمية بلغتهم الأم، الأمر الذي يسهل فيما بعد تعلّمهم اللغة العربية، وفي الوقت ذاته، أتيحت للناطقين باللغة العربية فرصة تعلّم اللغة الأمازيغية. وتسعى الحكومة من خلال برنامج محو الأمية الثنائي اللغة إلى النهوض بجودة التعليم وملاءمته في الجزائر باعتباره مجتمعاً متعدد اللغات، وكذلك إلى توسيع نطاق الجهود المبذولة لحو الأمية كي لا تقتصر على الناطقين باللغة العربية فقط.
بالإضافة إلى الجانب المتعلق بتعدد اللغات في البرنامج، والذي يشمل أيضاً بعض السكان الرحّل، فإن الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية حظيت بصيت عام بين سكان الريف وكذلك النساء، الذين يشكلون قرابة 90 ٪ من المشاركين فيها.
الأخذ بيد المشاركين بعد إتمام برامج محو الأمية
لقد صُمّم البرنامج ليأخذ في الاعتبار الأوضاع الخاصة للمتعلمين وبيئاتهم المباشرة. إذ يمكن للمتعلم الذي ينجح في اجتياز الامتحان النهائي متابعة تعليمه عن بعد والحصول على تدريب مهني في إحدى المؤسسات المتخصصة والقيام بأنشطة مدرة للدخل.
وقال السيد كامل خربوش، فيما يخص الفرص التي تمنح للمشاركين بعد إتمامهم لبرنامج محو الأمية، إنّ المشاركين يُوضعون أمام خيارين: إمّا مواصلة التعليم وإتمام المرحلة الجامعية أو متابعة دورة تدريبية احترافية من أجل الانخراط في سوق العمل. وقد اغتنم الفرصة لدعوة الجميع إلى الإيمان بالقدرة التحويلية الكامنة في التربية والتعليم.
بناءً على هذه الإنجازات، وبعد الصيت الذي اكتسبه البرنامج بعد حصوله على الجائزة الدولية لمحو الأمية، يسعى المكتب الوطني لمحو الأمية إلى تعزيز الشراكات التي تجمع بينه وبين المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني لتشجيع المزيد من الناس على المشاركة في برامج محو الأمية.
وأضاف السيد خربوش قائلاً: "بمقدور برامج محو الأمية باللغة الأم مساعدة الناس على تجاوز أي شعور بالخوف من الفشل أو بأي وصمة عار جراء ذلك"، وأكد تطلعه إلى مضي المكتب نحو مستقبل إيجابي مشرق تحت شعار "محو الأمية مسؤولية مشتركة".
سوف تمنح هذا العام لعدد من الفائزين من كل من الجزائر وكولومبيا وإندونيسيا وإيطاليا والسنغال، وذلك إبّان حفل رسميّ سوف ينظم في مقر المنظمة بمناسبة الموافق 9 أيلول/سبتمبر. يتم تنظيم جوائز هذا العام الدولية لمحو الأمية والحدث العالمي حول موضوع "محو الأمية وتعدد اللغات".