الأخبار
اليونسكو تُحَيي إرث البابا فرنسيس

بعد فترة قصيرة من بدء مبادرة "إحياء روح الموصل" بأعمال إعادة البناء، قام البابا بزيارة تاريخية إلى المدينة القديمة في آذار/مارس 2021، حيث زار موقع إعادة البناء الذي كان يعمل فيه خبراء اليونسكو جنباً إلى جنب مع المهندسين الموصليين من أجل ترميم المعالم البارزة، وكان من بينها كنيسة الطاهرة الكاثوليكية التي دمرتها الحرب.
كان البابا فرنسيس صوتاً صادحاً من أجل السلام وشريكاً وفياً لليونسكو. دافع بحماس عميق عن دور التعليم والعلوم في ترسيخ احترام كرامة الإنسان وحماية الطبيعة.

تضمنت مبادرة إحياء روح الموصل إعادة بناء معالم دينية قيِّمة لكونها ترمز بقوة للحوار بين الأديان والمصالحة بين المجتمعات الدينية، التي تعمل جنباً إلى جنب على إعادة تأهيل المعالم البارزة والكنائس والجامع والمئذنة والبيوت التاريخية.
حملت زيارة البابا إلى مدينة الموصل المثخنة بالجراح رسالة هامة مفعمة بالسلام والإدماج، وتتجلى هذه الرسالة في ولاية اليونسكو وفي إعادة إعمار الموصل التي تجددت فيها الروح المتعددة الثقافات.
وقد شارك البابا فرنسيس هذه الرسالة التي تنطوي على التسامح والحوار بين الأديان مع اليونسكو مرة أخرى إبَّان اجتماع دولي عُقد بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين في تشرين الأول/أكتوبر 2021؛ وكان هذا الاجتماع هو الأول من نوعه، ونظِّم من أجل ترويج الميثاق التربوي العالمي الذي أطلقه البابا في عام 2019، وهو عبارة عن تحالف واسع النطاق جمع جميع الأطراف المعنية بالتعليم من أجل رسم ملامح مستقبل كوكبنا.
كان البابا فرنسيس داعماً قوياً وشريكاً وثيقاً لعمل اليونسكو في تعزيز التعليم الجيد للجميع، ورسالتها الإنسانية التي تدعو إلى الحياة والحرية والأمل. ودافع عن رؤية شاملة للتعليم، تدمج العلوم الإنسانية، وذلك في رسالة وجهها بمناسبة الاحتفال الأول باليوم الدولي للتعليم في عام 2019، ومرة أخرى بعدها بعامين بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة.
هذا هو السبب الذي يجعل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة محاوراً مميزاً للكرسي الرسولي في إطار العمل على خدمة المصلحة العامة لإحلال السلام، وتوطيد التضامن بين الشعوب وتحقيق التنمية المتكاملة للإنسان وحماية التراث الثقافي للبشرية.
تنضم اليونسكو إلى كل من حيا ذكرى البابا فرنسيس، وتتقدم بأحر التعازي إلى أتباع الطائفة الكاثوليكية الكريمة في العالم.
أعبر عن تضامني ومواساتي لكل من فقدوا مرشداً، ومن يجدون فيه شعلة إلهام لا تنطفئ في العالم أجمع.
