قصة

الحفاظ على التراث الثقافي يعزز توظيف النساء في البتراء خلال الجائحة

لقد غيّر كوفيد-19 الطريقة التي نعيش ونعمل بها جميعًا، وقامت اليونسكو بتكييف مشاريعها لتوفير بيئة عمل أكثر أمانًا. وللسماح بذلك، تضمن اليونسكو  موائمة مشاريعها للوائح وزارة العمل الأردنية المتعلقة بتوصيات السلامة التي يجب أن تطبّق على العاملين  مقابل النقد.

 

 أعطى هذا التكيف أدوارًا جديدة للعمال مثل سوزان جديلات، 22 عامًا، من أم صيحون في البترا. تقول سوزان: "أقوم بتوزيع معدات الحماية الشخصية عند الحاجة، كما أنني مسؤوله أيضًا عن مراقبة التخزين والمخزون في الموقع، وإدارة تسليم المخزون من وإلى الحراس  كل يوم ومساعدة العمال من خلال تزويدهم بالأدوات التي يحتاجونها لأداء وظائفهم". تشارك سوزان حاليًا في آلية "النقد مقابل  العمل" لمشروع اليونسكو "فرص العمل لحماية التراث الثقافي في الأردن". يتم تنفيذ هذا المشروع من قبل اليونسكو مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، يُعد هذا المشروع جزء من المبادرة الخاصة للوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) "معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وتحقيق الاستقرار في المناطق المضيفة، ودعم اللاجئين". تركّز هذه المبادرة على توفير فرص عمل قصيرة الأجل والتدريب في قطاع الحفاظ على التراث الثقافي في موقعين في الأردن.

 

قبل الانضمام إلى مشروع اليونسكو، ساعدت سوزان بشكل أساسي في إعالة أسرتها في المنزل. "كنت أساعد إخوتي في أداء واجباتهم المدرسية، حيث أن والدي يعيش من إعاقة تحد من حركته، وعادة ما تعتني والدتي بالماشية. بالإضافة إلى ذلك، كنت أعتني أيضًا بجميع الأعمال المنزلية وتحضير وجبات الطعام،" وأضافت: "المنسف هو تخصصي!" يسعى المشروع الذي تعد سوزان جزء منه  الى تسخير الثقافة لتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال آلية  العمل مقابل النقد التي تربط بين المساعدات الإنسانية والمساعدة الإنمائية من خلال توفير فرص العمل  للفئات الضعيفة من  الأردنيين والسوريين الذين يعيشون في المجتمعات المضيفة.

 

"تلعب المجتمعات المحلية دورًا حاسمًا في صيانة المواقع التراثية والحفاظ عليها. ومن خلال هذا المشروع، تسعى اليونسكو إلى تزويد أفراد المجتمعات المحلية بالمهارات اللازمة  للقيام بصيانة أساسية للموقع وإعادة تأهيله بالإضافة الى تعزيز  اعتمادهم على الذات " ، هذا ما قالته مارينا باترير، الموظفة المسؤولة عن مكتب اليونسكو في عمان.

 

 عندما سُئلت سوزان عن سبب رغبتها في المشاركة في أنشطة النقد مقابل العمل، أجابت: "أريد أن أدخار وأن  أدفع مقابل سنتي الدراسية الأخيرة (التوجيهي)". تولي سوزان أهمية كبيرة للتعليم وهي سعيدة بالمشاركة في مشروع اليونسكو لأنها لا تجده ممتعًا فحسب، بل يساعدها على تحقيق أهدافها أيضًا. إن المساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي ودعم مجتمعها هو أيضًا دافع جيد لسوزان.  بحيث قالت: "البترا هي منزلي، وسيساعد الحفاظ عليها في جعل منزلنا مكانًا أفضل. من خلال الحفاظ على الثقافة وضمان تدفق السياحة، سيؤدي ذلك إلى تحسين الوضع الاقتصادي للمجتمع المحلي".

 

 تلتزم اليونسكو بضمان تنوع القوى العاملة من حيث الجنس والجنسية والثقافة. يلتزم هذا المشروع على وجه التحديد بإجراءات التشغيل الموحدة  للنقد مقابل العمل في الأردن. بالشراكة والتنسيق الكامل مع سلطة إقليم البترا التنموي السياحي (PDTRA) ودائرة الآثار العامة الأردنية (DoA)، يهدف المشروع في البترا إلى خلق 160 فرصة عمل للعمال ا المهرة وشبه المهرة على مدى 6 أشهر. ولتنفيذ أنشطة المشروع، تعمل اليونسكو مع جمعية المتطوعين للخدمة الدولية (AVSI)، والجمعيات المحلية، بالإضافة إلى الخبراء الوطنيين والدوليين المتخصصين في مجال الحفظ والترميم. بالإضافة إلى ذلك، تم إعداد خطط صيانة الموقع بالتنسيق مع الجامعة الأردنية الألمانية وكلية الهندسة المعمارية والبيئة المبنية. تسعى اليونسكو إلى تعزيز مشاركة المجتمع بشكل أكبر في إعادة تأهيل المواقع التراثية والحفاظ عليها، ويسعى المشروع الذي تعد سوزان جزء منه إلى تعزيز خلق فرص عمل في قطاع التراث الثقافي وتشجيع السياحة المستدامة على المدى الطويل.

بينما تستمتع سوزان بالعمل والتعلم مع اليونسكو، فهي أيضًا متحمسة لمستقبلها: "أريد إنهاء دراستي الثانوية والتقدم للحصول على دبلوم مضيفات طيران. أود السفر وتجربة ثقافات جديدة".