الأخبار

حماية حق الطلاب والطالبات في التعليم أثناء جائحة كوفيد-19

تلتزم الدكتورة لبنى الحجاج التزاماً عميقا بضمان المساواة في الحصول على التعليم في الأردن. بدأت حياتها المهنية كمعلمة في عام 1994 مع وضع هدف واحد في الاعتبار: أن يكون لها تأثير إيجابي على مجتمعها من خلال دعم طلابها وطالباتها. ولدت في الطفيلة، وهي منطقة نائية في جنوب غرب الأردن تعاني من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، فضلاً عن ضعف البنية التحتية، واليوم الدكتورة لبنى هي مديرة التعليم في منطقة الطفيلة.

في أوائل عام 2020، شاركت الدكتورة لبنى في ورشة عمل نظمتها وزارة التربية والتعليم كجزء من خطة عمل الوزارة الخاصة بالنوع الاجتماعي، حيث تلقت تدريباً يهدف إلى زيادة الوعي باستراتيجية وزارة التربية والتعليم فيما يخص تعميم المساواة بين الجنسين في التعليم للفترة ما بين 2018-2022، والتي تم تطويرها بدعم فني من اليونسكو كجزء لا يتجزأ من الخطة الاستراتيجية الوطنية للتعليم للفترة ما بين 2018-2022.

وبتمكين الدكتورة لبنى من خلال المعرفة عن استراتيجية وزارة التربية والتعليم، تأكدت بأن المساواة بين الجنسين تشكل عنصراً أساسياً في تخطيط التعليم في الطفيلة، وتمكنت من التصدي للتحديات التي تفرضها أزمة كوفيد-19 في مجتمعهاوفي مارس/آذار 2020، ونتيجة لوباء كوفيد-19، أعلنت المملكة عن إغلاق تام للمدارسوكاستجابة فورية، ولضمان استمرارية التعليم والتعلم، قامت وزارة التربية والتعليم بتفعيل حلول التعلم عبر الإنترنت من خلال الدروس المتلفزة ومنصة التعلم الإلكتروني ()

وعلى الفور، علمت الدكتورة لبنى أن بعض المتعلمين والمتعلمات معرضون لخطر التخلف عن الركب، وخاصة الفتيات الصغيرات، وأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية دون امكانية الحصول على تكنولوجيا التعليم الإلكترونيولاحظت بأن العديد من الأسر الرحل الذين يعيشون في مناطق نائية تحيط بالطفيلة كانوا يرسلون أطفالهم إلى المدرسة ولكنهم لا يملكون الكهرباء في المنزل.

"عندما رأيت الكارافان لأول مرة، بدا لي أنها ليست مدرسة، بل أشبه بغرفة". قالت سديل (12 عاماً)، وأضافت:" ولكنني أحبه لأنه مكان يمكننا القراءة والتعلم فيه وأنا أريد أن أتعلم. أنا أعرف الفتيات من مجتمعي اللاتي ينقطعن عن الدراسة في سن معينة. أريد أن أصبح معلمة ذات يوم، حتى أتمكن من تعليم مجتمعي".

وقد نقلت الدكتورة لبنى التحديات التي يواجهها طلاب وطالبات الطفيلة في التعلم عن بعد الى وزارة التربية والتعليم. وبفضل الحلول الإبداعية التي اقترحتها وزارة التربية والتعليم، تم تأمين 20 كارافان لإنشاء مكان آمن للتعليم والتعلم للفئات المهمشة في الطفيلة. قامت الدكتورة لبنى بزيارة بعض القبائل المحيطة للحصول على فكرة عن الأماكن التي يسهل الوصول إليها لوضع الكارافانات، ودعت المجتمعات المحلية إلى أهمية مواصلة التعليم حتى في ظل الظروف الصعبة. وتحدثت إلى الأطفال في المنطقة، فأخبرتهم عن الكارافانات قيد التطوير، وعن الوجبات الخفيفة التي سوف تُقدم في هذه المدارس المؤقتة، مع العلم بأن تقديم الطعام في المدرسة كان بمثابة حافز قوي للحضور. كما عملت الدكتورة لبنى جاهدة مع المجتمعات المحيطة لضمان ربط الكارافانات بالمياه، وربطها بآبار محلية مع ضمان الحفاظ على التباعد الاجتماعي والتدابير الصحية.

علاوةً على ما سبق، قالت الدكتورة لبنى: "كان لدي تصميم على ضمان عدم نسيان هذه المجموعة من الطلاب والطالبات نتيجة لأزمة كوفيد-19، والكثير منهم من الفئة الأكثر تهميشاً. ولقد قررت أنه حتى لو حضر طالب أو طالبة واحد/ة فقط في الكارافان فإن الحصص ستستمر".

وأضافت الدكتورة لبنى: "لقد شعرت بالتشجيع الشديد بسبب الشغف النابع من الأطفال. بينما كنت أتجول لزيادة الوعي بشأن الكارافانات، كان الأطفال يسرعون بسؤالي عن موعد فتح المدرسة من جديد".

وحتى بداية العام الدراسي 2020-2021 كانت 15 من الكارافانات لا تزال تعمل في جميع أنحاء منطقة الطفيلة. وبمجرد افتتاح المدارس، استُخدمت الكارافانات لدعم المدارس المكتظة في المنطقة.

واستضافت الكارافانات مجموعات تضم ما يصل إلى سبعة طلاب أو طالبات في كل مرة.  كان الطلاب والطالبات يجلسون بطريقة تحافظ على متطلبات التباعد الاجتماعي المناسبة. وطبقت الدكتورة لبنى أيضا مفاهيم رئيسية للقيادة المراعية للنوع الاجتماعي، مما سمح هنا بإنشاء الفصول الدراسية على نحو يحترم العادات المحلية ويشجع كذلك على الحضور القوي للفتيات في المجتمع المحلي. كما حرص المعلمون على تنظيف الكارافانات بشكل روتيني وفقاً لإرشادات سلامة الأماكن العامة، ودعموا إشراك الطلاب في التعلم عن بعد. وفي بعض مناطق الطفيلة النائية، قامت الدكتورة لبنى أيضاً بترتيب النقل للمعلمين والمعلمات من وسط الطفيلة إلى ضواحي المنطقة.

 

"عندما رأيت الكارافان لأول مرة، بدا لي أنها ليست مدرسة، بل أشبه بغرفة". قالت سديل (12 عاماً)، وأضافت:" ولكنني أحبه لأنه مكان يمكننا القراءة والتعلم فيه وأنا أريد أن أتعلم. أنا أعرف الفتيات من مجتمعي اللاتي ينقطعن عن الدراسة في سن معينة. أريد أن أصبح معلمة ذات يوم، حتى أتمكن من تعليم مجتمعي".

 

وحين رأى معتز (13 عاماً) أشخاصاً يشيدون الكارافان بالقرب من بيته المؤقت، كان يتساءل عن أعمال البناء. وبمجرد أن رأى مكاتب وكراسي تُضاف إليه، كان يعلم أن نوعاً ما من المدارس يجري بناؤه الآن وبات متحمساً للعودة إلى الحياة المدرسية. "يقول لي والدي: يتعين عليك أن تدرس من أجل البقاء وتحسين الحياة في مجتمعنا. وعندما رأيت الكارافان المدرسي مفتوحاً، كنت أنتظر أن تبدأ حصتي الدراسية، حتى أنني ذهبت إلى حصص الصفوف الأدنى بينما كنت انتظر".

وقد دعمت اليونسكو وزارة التربية والتعليم في تطوير خطتها الاستراتيجية للتعليم واستراتيجية تعميم المساواة بين الجنسين في التعليم، وهي تنفذ حالياً برنامج "شراكة دعم النظام مع وزارة التربية والتعليم في الأردن" بهدف تعزيز الوظائف الأساسية لوزارة التربية والتعليم في الأردن لمتابعة التقدم الذي أحرزته كل من الاستراتيجيتين. ويُمول برنامج شراكة دعم النظام من خلال آلية الصندوق الاستئماني المتعدد الشركاء بتمويل سخي من كندا والوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون. كما تقدم النرويج الدعم العيني بتوفير كبار الخبراء الذين تم تعيينهم في وزارة التربية والتعليم.

كما يركز الدعم من خلال برنامج شراكة دعم النظام على التخطيط الحساس للأزمات، مع النظر إلى كل من الاستجابة والتأهب لحالات الأزمات، مثل تلك التي قدمتها أزمة كوفيد-19، فضلاً عن الدعم المقدم إلى حكومة الأردن في تحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وخاصة الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم، والهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين.

في أغسطس/آب 2020، أطلق تحالف التعليم العالمي التابع لليونسكو حملة عالمية بعنوان "التعلم لا يتوقف أبداً" لضمان قدرة كل فتاة على التعلم بالرغم من إغلاق المدارس. كما تم تطوير دليل للسياسات لضمان أن البلدان تعيد بناء المساواة، بهدف أن يضمن أصحاب القرار أن يعالج التخطيط لإعادة فتح المدارس الحواجز الرئيسية التي تعوق التعليم وتواجهها الفتيات.

لمزيد من المعلومات حول استجابة اليونسكو لأزمة كوفيد-19، يُرجى زيارة: 

لمزيد من المعلومات حول شراكة دعم النظام بين اليونسكو ووزارة التربية والتعليم، يرجى زيارة: