مقال

فلسطين تتخذ مزيدًا من الخطوات في صون التراث الثقافي غير المادي

السلطة الفلسطينية تتخذ مزيدًا من الخطوات في صون التراث الثقافي غير المادي 
تم تنفيذ مشروع "تعزيز القدرات الوطنية لحماية التراث الفلسطيني الثقافي غير المادي" (أيار 2017 – كانون أول 2020، بتكلفة 273,049 دولارًا أمريكيًا). وهنا نبذة عامةً على ما تم تنفيذه من خلال المشروع، على الرغم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المعقد وجائحة كوفيد-19.
منذ انضمام دولة فلسطين إلى اليونسكو في عام 2011 والتصديق على اتفاقية عام 2003 حول صون التراث الثقافي غير المادي، مكتب اليونسكو الوطني لفلسطين يواصل دعمه للسلطة الفلسطينية، حيث نظم العديد من التدريبات المتخصصة، شملت وزارة الثقافة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والممارسين المعنيين بالتنفيذ الفعال لاتفاقية 2003. اضافة الى ذلك تم تدريب خبيرتان فلسطينيتان واكتسبتا معرفةً واسعةً ليكونا مرجعية وقوة لفلسطين وضمن شبكة الميسرين العالمية.
يهدف المشروع إلى تحسين إطار السياسة الوطنية لصون التراث الوطني الحي لفلسطين، كما أن المشروع قد سمح بتنفيذ العديد من أنشطة بناء القدرات في الضفة الغربية وكذلك في قطاع غزة. وتركزت هذه الأنشطة بشكل رئيسي على التنفيذ الفعال لاتفاقية عام 2003، والجرد المجتمعي، وإعداد ملفات الترشيح وطلبات المساعدة الدولية.
رغم القيود المفروضة في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة كوفيد-19، واستحالة إجراء أنشطة جرد تجريبية في الموقع كجزء من جهود بناء القدرات المتعلقة بالجرد، كان على مكتب اليونسكو في رام الله لوضع طرق بديلة لتنفيذ الأنشطة. لذا حُدّدت أربع مؤسسات ثقافية من الضفة الغربية وقطاع غزة لإجراء أنشطة جرد تجريبية مجتمعية على العديد من عناصر التراث الثقافي غير المادي، مثل تجهيز الطعام المتعلق بثقافة التمور، والحكاية والأغاني التقليدية، وشعر البدو وأغنية الدحّية. وقد تم انتاج 17 فيديو للجرد على مستوى المجتمع، وقد ثَبُت أن هذا النشاط هو نهج مفيد في الظروف الحرجة، بما في ذلك في فترات الوباء أو حالات الطوارئ الأخرى.
وكجزء من حركة #صمود الفن #ResiliArt التي أطلقتها اليونيسكو، نُظّم حدث إلكتروني على شكل جلسة حوارية بعنوان "تجارب التراث الحي ووباء كوفيد-19"، بدعوة فلسطينيين حاملين للتراث الثقافي غير المادي لمشاركة إفادتهما إزاء صون التراث الثقافي غير المادي في أوقات الأزمات.
كما قد ساهم المشروع في جمع كافة المشاركين في التدريبات من خلال منصة مشتركة، مجموعة WhatsApp، والتي لا تزال نشطةً ولا تزال تجمع جميع المشاركين في المشروع من الضفة الغربية وقطاع غزة وموظفين من وزارة الثقافة وميسري التراث الثقافي غير المادي الدوليين وموظفي اليونسكو، وذلك بهدف لخلق مساحة للمشاورات الوثيقة، وتبادل المعلومات، ومناقشة أنشطة الصون القائمة والمخطط لها. وهذا يؤدي إلى فهم أفضل لمكانة الثقافة في استراتيجيات التنمية المستدامة المحلية والوطنية والدولية.
وقد حققت جهود التوعية نجاحًا كبيرًا كما يبدو من العدد الكبير من الآراء والتعليقات والمشاركات على مقاطع الفيديو التجريبية التي نشرها مكتب اليونسكو في رام الله على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به. وإضافة لذلك، فقد استفاد المشروع من تغطية إعلامية كبيرة على محطات الإذاعة والقنوات التلفزيونية الوطنية المعروفة، حيث سُلّط الضوء على أهمية صون التراث الثقافي غير المادي.