الأخبار
بيروت تستضيف حلقة عمل بشأن "الحلول المستمدة من الطبيعة لمعالجة قضايا المياه"

أقام برنامج اليونسكو العالمي لتقييم الموارد المائية، بفضل التمويل السخي الذي قدمته مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود من المملكة العربية السعودية، وبالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، حلقة عمل وطنية للتدريب بشأن تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية لعام 2018 بشأن "الحلول المستمدة من الطبيعة لمعالجة قضايا المياه". وقد أقيم التدريب في مبنى مكتب اليونسكو في بيروت (لبنان) يومي 7 و8 تشرين الأول/أكتوبر.
ضمّ التدريب زهاء 30 مشاركاً من وزارة الطاقة والمياه ووزارة البيئة وعدداً من الجامعات ومعاهد البحوث والمحميات الطبيعية والمنظمات غير الحكومية في لبنان.
وقد افتتح السيّد جورج عواد التدريب بكلمة ترحيبية ألقاها نيابة عن مدير مكتب اليونسكو في بيروت، تاركاً الكلمة بعد ذلك للدكتور عبد العزيز المقوشي، ممثل مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود في المملكة العربية السعودية. وقد شكر السيد إنجين كونكاغول، ممثلاً عن برنامج اليونسكو العالمي لتقييم الموارد المائية، مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود على دعمها المالي، ووجّه الشكر أيضاً إلى مكتب اليونسكو في بيروت للدعم الذي قدّمه من أجل تنظيم حلقة التدريب التعلّمي التي استمرت على مدار يومين.
وتخلّل حلقة العمل محاضرات ألقاها السيد فادي أسمر (ممثلاً عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة) والسيدة ديما خربوطلي (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا لدى الأمم المتحدة). وكان من ضمن الفعاليات أيضاً مداخلات لكل من السيد جورج الشمالي من "المشروع الأخضر" (هيئة إدارية عامة تتمثل مهمتها في استصلاح الأراضي الزراعية وشقّ الطرقات الزراعية وبناء البرك الترابية) والسيدة ريما سرور الحسيني من مجلس لبنان للأبنية الخضراء (منظمة غير حكومية تدعو إلى إدارة المباني على نحو مستدام عبر النهوج المستمدة من الطبيعة)، إذ شاركوا خبراتهم في مجال تنفيذ العديد من المشاريع القائمة على الحلول المستمدة من الطبيعة في لبنان. وشارك عدد آخر من المتدربين العاملين في مؤسسات مختلفة خبراتهم في هذا المجال أيضاً. وجرى أيضاً تنظيم جلسات عمل تلت عرض كل قسم من أقسام التقرير. ساهمت هذه النقاشات في إشراك جميع المتدربين وفتح الباب لتبادل الخبرات.
أسهم التدريب في ترسيخ فهم المشاركين فيه لدور الحلول المستمدة من الطبيعة في تعزيز وفرة المياه، وتحسين نوعيتها، والحد من المخاطر الناجمة عن الكوارث المتعلقة بالمياه وتغير المناخ. وقد تناول التدريب الجوانب التقنية للحلول المستمدة من الطبيعة إلى جانب سلسلة من الأمثلة المستمدة من الحياة الواقعية في العالم والمنطقة العربية ولا سيما في لبنان، لتعزيز فهم المشاركين لهذه الحلول وسبل تطبيقها، بالإضافة إلى إمكانياتها الكبيرة لتحل مكان البنية الأساسية الرمادية أو تحقيق التكامل معها. من شأن هذا النوع من المعارف تيسير عملية صنع القرار في لبنان حيث تعد المياه العذبة من أكثر الموارد الطبيعية شحاً. يكفل تحسين عملية إدارة المياه تحقيق منافع جمّة على الصعيد الاجتماعي والبيئي والاقتصادي، ناهيك عن أهمية هذه الخطوة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
تلقى المشاركون في ختام التدريب شهادات قدّمها لهم ممثلون عن المؤسسة ومكتب اليونسكو في بيروت ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج اليونسكو العالمي لتقييم الموارد المائية.
والجدير بالذكر أنّه لا غنى لأمانة برنامج اليونسكو العالمي لتقييم الموارد المائية عن دعم مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود لتنظيم برامج تدريب مستقبلية من هذا النوع في المنطقة العربية حيث يمثّل شحّ المياه أحد التحديات التي تعترض طريق تحقيق التنمية الاجتماعية الاقتصادية المستدامة.