الأخبار

بعثة تقييم مستعجلة إلى موقع نمرود الأثري في العراق

Tقاد مكتب اليونسكو في العراق بعثة تقييم مستعجلة إلى موقع نمرود الأثري الواقع في محافظة نينوى في العراق، وذلك بتاريخ 14 كانون الأول/ ديسمبر 2016. وتهدف هذه البعثة إلى تقييم حالة الصون العامة للموقع ولا سيما تقييم مدى الضرر الناتج عن عمليات التدمير المتعمّد للموقع على أيدي مقاتلي داعش خلال العامين الماضيين، كما تهدف البعثة أيضاً إلى تحديد تدابير الحماية الطارئة التي يمكن اتخاذها من أجل منع أي خسائر مستقبليّة.   

وفي هذا السياق، قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا: "شهد موقع نمرود خلال العامين الماضيين تدميراً متعمّداً ومنظّماً على نطاق واسع للآثار الموجودة فيه. وتؤكد اليونسكو عزمها التام للعمل يداً بيد مع السلطات العراقيّة من أجل ضمان حماية الآثار المتبقيّة وإرساء أسس عمليّة ترميم تدريجيّة للموقع، لما لذلك من أهميّة بالنسبة للشعب العراقي ولتاريخ البشريّة، فضلاً عن أنّه عنصر أساسي للأمان والاستقرار في المنطقة."

وقد تعرّضت الزقورات والأسس المعمارية والتماثيل المنحوتة، لأضرار جسيمة جرّاء التفجيرات وعمليّات الجرف. وستقتضي الإجراءات الطارئة توفير الحماية الفوريّة للموقع من أجل تسهيل عمليّات التوثيق المفصّل ومنع أي عمليّات نهب أخرى للأجزاء المتبقيّة.  

وتجدر الإشارة إلى أنّ السيّدة ليلى صالح من الهيئة العامة للآثار والتراث في العراق والسيد صيدو تكني من المجلس الإقليمي في محافظة نينوى شاركا أيضاً في هذا التقييم.  

هذا وستقدّم اليونسكو مجموعة من أعمال الحماية والصون على المدى البعيد في الموقع والتي ستناقشها مجموعة من الأطراف المعنيّة على الصعيدين الوطني والدولي خلال اجتماع تنسيق دولي بشأن التراث الثقافي في المناطق المحرّرة في العراق والذي سينظّم في مقر اليونسكو في باريس يومي 23 و27 شباط/ فبراير 2017.  

والجدير بالذكر أنّ موقع نمرود الأثري هو واحد من المواقع الأثريّة الرئيسة التي تعود للفترة الآشوريّة في العراق. ويذكر أنّ المدينة بنيت في القرن الثالث عشر قبل الميلاد على يد الملك الآشوري شلمنصر الأول (1274-1245 قبل الميلاد). وأصبحت هذه المدينة لاحقاً العاصمة الثانية للإمبراطورية الآشوريّة على زمن الملك آشور ناصربال الثاني (883-859 قبل الميلاد). وقد كشفت الحفريّات الأثريّة التي بدأت عام 1845 عن آثار مجموعة من المواقع والحصون والزقورات وهيكلي نابو وعشتار بالإضافة إلى عدد من مقابر الملوك. وتشمل هذه الآثار الآشوريّة الفنيّة والمعماريّة المميّزة عدداً من التماثيل الضخمة واللوحات والتحف التي زيّنت قصر الملك، كما تجسّد هذه الآثار حملاته العسكريّة وإنجازاته وتساهم في زيادة الوعي بتاريخ بلاد الرافدين.