يقدم نادي التربية الإعلامية والمعلوماتية الفرصة المثالية لـ15 طالبةً من مدرسة سكينة بنت الحسين الإعدادية في الزرقاء، فيُشبعن شغفهن بهذا المجال مرتين أسبوعياً، تحت إشراف وقيادة المعلمتين سمر سليمان وسعاد أحمد.
يعمل مشروع "تمكين الشباب" على تعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية بوصفها استجابةً شاملةً لضمان استخدام، واستهلاك وإنتاج المواد الإعلامية والانترنت بين فئة الشباب في الأردن بصورة آمنة وأخلاقية. ينفّذ مكتب اليونسكو في عمّان هذا المشروع، وذلك بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي وبتمويله السخي، كما يتعاون في تنفيذه مع وزارة الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والمجتمعين الإعلامي والمدني في الأردن.
رأت نوادي التربية الإعلامية والمعلوماتية النور بالشراكة مع معهد التنوع الإعلامي ومعهد الإعلام الأردني، واستقطبت الطلبة ما بين الصفين السابع والتاسع، ومثلت مكوناً أساسياً من مشروع "تمكين الشباب". وتنتشر هذه النوادي اليوم في 15 مدرسةً في جميع أنحاء الأردن، وتسعى إلى تشجيع الشباب على استهلاك المحتوى الإعلامي وإنتاجه بصورة أخلاقية وناقدة. وقد ركزت مواضيع كل نادٍ على حرية التعبير، والتربية الإعلامية الرقمية، وإنتاج المحتوى البصري، والتمحيص في مدى صحة الأخبار المتداولة، والتغطية الأخلاقية، والخصوصية على الانترنت والأمان وغيرها من المواضيع ذات الصلة.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، عقدت اليونسكو تدريباً مكثفاً حول التربية الإعلامية والمعلوماتية، وحضره 43 شخصاً من المعلمين ومدراء المدارس، وذلك بالشراكة مع معهد التنوع الإعلامي ومقره لندن ومعهد الإعلام الأردني. اجتمع المتدربون القادمون من إربد، والزرقاء ومعان في معهد الإعلام الأردني لمدة أربعة أيام، حيث قدم المدربون الخبراء ورشة مكثفة مُصمَّمة لتعزيز المعرفة بمبادئ التربية الإعلامية والمعلوماتية وتسليح المشاركين بالأدوات اللازمة لنقل خبرتهم المكتسبة حديثاً إلى الشباب في كل أنحاء الأردن.
كانت كل من المعلمتين سمر وسعاد متحمسة للغاية للمشاركة في التدريب، وعادتا إلى الزرقاء برؤية جديدة لتنفيذها في نادي التربية الإعلامية والمعلوماتية في مدرستهما. قالت المعلمة سمر "تشرفنا باختيار مدرستنا ليكون فيها هذا النادي للتربية الإعلامية والمعلوماتية، والذي نشعر بأننا ننشئ من خلاله القادة القادرين على تمييز الصواب من الخطأ". وأضافت "إن الطالبات المشاركات في النادي ذكيات ويتمتعن بشخصيات قوية. بالنسبة للفتيات، فإن منهج التربية الإعلامية والمعلوماتية يمكنهن ويشجعهن على التعبير عمّا يدور في أذهانهن".
وشرحت نادين، وهي من أعضاء النادي اللواتي يشاركن بأنشطته بحماسٍ بالغ، كيف يتم تشجيع المجموعة على التفكير بصورة ناقدة عند التفاعل مع الإعلام. وقالت "نحن في وسط ثورة رقمية أضحت مهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية القوية فيها أهم من أي وقتٍ مضى. في المستقبل، سنكون نحن – لربما ليس كصحفيات- ولكن على الأقل كمواطنات صحافيات، مسؤولات عن إنتاج القصص والأخبار ونقلها إلى العالم".
وتعبّر مديرة المدرسة يسرى الخريشا عن فخرها بمدرستها، وسعادتها بالإضافة التي يقدمها النادي، فقالت "يُعرف عن مدرستنا أنها توفر البيئة المناسبة للتعلم وإنتاج المفكرين العالميين. ويُعزّز نادي التربية الإعلامية والمعلوماتية هذا الأمر، ويُمثّل مساحة آمنة للطلبة الراغبين باكتشاف الأفكار".
تهدف النوادي إلى تسليح الطلبة بمهارات أقوى للتفكير الناقد والقدرة على استيعاب الإعلام وإنتاج المحتوى بصورة أخلاقية، وقد ساعد بعض المشاركين على تشكيل رؤيتهم المستقبلية، كما زاد اهتمامهم بالعمل في الإعلام. تقول روان "أود أن أصبح صحفية بعد المشاركة في هذا النادي. أعرف الآن كيف ألتقط الصور بطريقة صحيحة وأطرح التساؤلات الضرورية عند العمل على قصة ما".
تؤمن اليونسكو بأن التربية الإعلامية والمعلوماتية تدعم نشوء مجتمعات المعرفة الشمولية، وتشجع على مشاركة الشباب الفاعلة من خلال تقنيات المعلومات والاتصال وتوفر المحتوى عالي الجودة القائم على احترام حقوق الإنسان وكرامته. كما تنجسم تقوية هذه المهارات مع مهمة اليونسكو في تشجيع حرية التعبير، وتصب أهداف مشروع "تمكين الشباب" في خدمة أجندة 2030 للتنمية المستدامة، وبشكل خاص الهدف رقم 16 الذي يطمح لتعزيز المجتمعات العادلة والشمولية التي تنعم بالسلام.