مقال

احتفال منظّمة الأمم المتّحدة للتّربية والعلم والثّقافة "اليونسكو" باليوم العالمي للشّباب لعام 2021

نظّم مكتب اليونسكو في رام الله فعالية في بتّير, بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشّباب (IYD) لعام 2021. ، بتير قرية فلسطينية تقع جنوب غرب القدس، كما أنّها أحد المواقع  المدرجة على قائمة التّراث العالمي لليونسكو. تم تنفيذ الفعالية بتاريخ 27 تموز تحت شعار هذا العام "تحويل النّظم الغذائية: الابتكارات الشبابيّة لصحّة الإنسان والكوكب" والقصد إشراك الشّباب في حماية الزراعة التقليدية وتعزيز ثقافة غذائية مستدامة في فلسطين.
نظمت هذه المناسبة في إطار تعزيز التّراث الثقافي غير المادي الفلسطيني  لزيادة الوعي بالعلاقة الوثيقة بين الغذاء والزّراعة، وما بين التّراث الثقافي غير المادي الفلسطيني والدّور الذي يمكن أن يضطلع به الشّباب في نشر هذا الجزء المهمّ من هويّتهم الوطنيّة. إنّ الأغذية والزّراعة في فلسطين قائمة على مبدأ الغذاء والارتباط بالأرض، والجودة التي يمكن توليدها وتناقلها من جيل إلى جيل. وبهذه الروح الفكريّة، حظيت هذه الفعالية بدعم من مكتب اليونسكو في رام الله لتمكين الشّباب من الدّفاع عن تراثهم الثقافي وحمايته.
بلغ عدد المشاركين في هذه الفعالية ثلاثين من المتطوّعين الشّباب، 16 شابّة و14 شابّا وتتراوح أعمارهم بين 17 و29 عامًا، من  عدة مناطق من الضّفة الغربيّة والقدس الشرقيّة. وقد شارك  الشباب في  جني الثّمار والخضروات والتعرّف على التّراث الزراعي لمنطقة بتير. تمّ دعوة المتطوّعين من خلال منظمة الأغذية والزراعة (FAO) وشبكة تثقيف الشّباب من الأقران (Y-Peers) وفريق الأمم المتّحدة المعني بالشّباب ومتطوعين شباب من قرية بتّير.
في مستهلّ هذه المناسبة، رحّبت السيدة نهى باوزير، مدير مكتب اليونسكو في رام الله بكافّة المشاركين، ومن ثم تم تقديم معلومات حول بتّير باعتبارها احد مواقع التّراث العالمي لليونيسكو ، وأيضا معلومات حول  نظام توزيع المياه الفريد الذي تستخدمه عائلات بتّير حاليًا. حيث أنّ هذا النّوع الخاصّ من نظام الرّيّ هو نظام توزيع تقليدي موروث وعادل، بحيث تصل المياه إلى المدرّجات وفقا لعمليّة حسابيّة بسيطة ونظام تناوب واضح ومنظّم بالوقت يُسمّى "المعدود".
ثم  أتيحت الفرصة للمتطوّعين للقاء المزارعين المحلّيين والتعرّف منهم مباشرة على طريقة جني أنواع شتّى من الخضروات المحليّة، بما في ذلك الباذنجان البتّيري الشّهير الذي يتمّ قطفه في فصل الصّيف في مثل هذا الوقت. تواصلت الزّيارة إلى مسار سكّة حديد الحجاز والتي تعود الى العصر العثماني، ثم الى غداء فلسطيني تقليدي حيث التقى المتطوعين الشباب  بنساء من قرية بتّير اللواتي أعددن الطّعام. كانت المناسبة فرصة استثنائية للمتطوّعين الشّباب للتعرّف على عناصر مهمّة من تراثهم الثقافي والتي غالبًا ما تمرّ مرور الكرام.
يحتاج الشّباب إلى تمكينهم لبذل جهود جماعية وفردية، لإصلاح البيئة وحماية الحياة والتنوّع البيولوجي، مع تعزيز ثقافة الغذاء المستدامة بين مجتمعاتهم. يُعتبر اليوم العالمي للشّباب فرصة للتّشديد على أنّ يتم تحقيق نتائج جديدة، يتطلّب وجوبا أن يكون الشّباب على علم تامّ و إدماجهم بصفتهم أصحاب مصلحة رئيسيين في مثل هذه المناقشات. يضطلع الشّباب بدور حاسم في العمل من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والأطر ذات الصّلة وهم بحاجة إلى تزويدهم بالأدوات المناسبة للنّجاح.
بالإضافة إلى ذلك، أنتجت مكتب اليونسكو في رام الله شريط فيديو بمناسبة اليوم العالمي للشّباب للتّرويج للفعالية التي نفذت في بتّير. و القصد من الفيديو هو تسليط الضوء على أنّه بينما يتمّ حثّ الشّباب على ابتكار أنظمة غذائية، فإنّ الحفاظ على ما تبقى من الممارسات التقليدية يُمثّل أداة أساسيّة للتّعلّم.
انقر هنا لمشاهدة الفيديو